مواسم للأمل والشاعرة سندس أبو دعموس

همسات وعدسة: زياد جيوسي

 في الغربة..

 

أحن إلى أحلامي المخبأة في ثنايا وسادتي

 

وأخاف أن أتذكر الأماكن لأنها مفقودة

 

أخاف الذكريات لأنها ثمينة

 

والغربة تخطف رونقها

 

وتلتهم الوقت..

 

هكذا شدت سندس بصوتها السندسي الناعم، في حفل ولقاء توقيع كتابها ومجموعتها الأولى (مواسم للأمل)، في ريدرز كوزمو في الدوار السابع لمدينة عمان، ولعله من حسن الحظ أني تواجدت في عمان في نفس الفترة، فأتيح لي أن احضر هذه الأمسية الجميلة والأنيقة، وأن ألتقي الشاعرة الشابة سندس ابو دعموس لأول مرة، بعد ان عرفتها من خلال همسات روحها واشعارها ووجدانياتها، فقد تابعت مسيرتها عبر ما تكتب على الشبكة العنكبوتية، وما أتيح لي وأنا في رام الله أن أقرأه لها في صحف أردنية، وما استمعت له من شدوها عبر تسجيلات صوتية وصورية في شبكات تسجيلات الصوت والصورة، فلفتت نظري كثيرا، واثارت في روحي الفضول لأعرفها بلقاء لها عن قرب، واستمع لها مباشرة بدون وسائط الشبكة العنكبوتية.

 

كانت أمسيتها مختلفة في الشكل والموضوع عما اعتدته من حفلات التوقيع، وأنا الذي قدم وشارك في عشرات حفلات التوقيع، فهنا لا عريف للحفل، ولا قراءة نقدية، ولا خطابات مجاملة، ولكن لقاء اشبه بلقاء الاسرة الواحدة ولقاء الأصدقاء، فاستمعنا الى كلمة شكر من الشاعرة من بوح الروح وبدون كلمات معدة مسبقا، وشدت لنا من ديوانها بعض من أشعارها، فكان صوتها الناعم بالكاد مسموعا لنا، ففرضت علينا الصمت المطبق، وفرضنا عليها استخدام المذياع لنتمكن من سماع صوتها الناعم:

 

هل لي أن أقترضك من حلمي لبرهة ؟!

أود أن أتلو عليك كيف أحبك !

 

لا أحبك نقطة أو فاصلة ..

أحبك أول حرف على السطر

 

لتبدأ بك الحكاية...

 

وواصلتنا لشاعرة الرقيقة بهمسات من (طعنة) فهمست:

 

تتقن الطعن ..

كم أنت مؤلم .. قلبي يحتضر

يكاد يرفع راية بيضاء و يستسلم ..

 

معك بنيت قصورا بالهواء

و أحلامي تسابقت حتى السماء ..

و عشق الحب اسمه ..

 

وجلنا معها في غربتها و(غربة)

 

غربتي ..

ذكريات كلما ارتعشت داخلي

تنبت براعمي كأول الربيع

و تجيب سؤال أو تسأل ..

لأتكور داخلي و أعد خسائري المحلقة فوق رأسي

لأستيقظ صباحا منتظرة انتهاء اليوم ..

باحثة عن نكهة القهوة

أنا الغريبة ألتقط البرد قبل أوانه

يترجل الحب أمامي و أتهيأ لنسيانه ..

 

فكان التحليق في فضاء الشاعرة، ما بين قراءات من المجموعة القادمة، وما بين قراءات من (مواسم للأمل)، وحوارات مع الشاعرة، وبين جمهور جميل غلب عليه الحضور الأنثوي، أمضينا ثلاثة ساعات لم نشعر بها، فكانت أمسية مميزة ولقاءات جميلة، أسعدني بها أن التقي مع عدد من الأصدقاء والصديقات الذين لم ألتقيهم منذ زمن، فصافحت الشاعرة سندس قبل أن أغادر وهمست لها: مباركة روحك أيتها الشابة الألقة، من قلبي أهنئك..

 

عمّان 3/9/2012